عندما يستمد الفن إلهامه من العطور

لطالما كان العطر مصدر إلهام للفن، بل وحتى شكلاً من أشكال الفن في حد ذاته. لقد احتل مركز الصدارة في العديد من الأعمال الفنية وألهم أجيالاً من الفنانين بسبب طبيعته المرهفة. من الشعر والروايات إلى اللوحات والأفلام والمعارض الفنية، إليكم 10 أعمال فنية لعب العطر دوراً مهماً في تصورها وتشكيلها.

1. قصيدة "PARFUM EXOTIQUE" بقلم تشارلز بودلير - 1857

إذا كان هناك أي شاعر يفهم القوة الحقيقية للرائحة وجعل العطر أحد مصادر إلهامه الرئيسية، فهو أبو الشعر الفرنسي الحديث تشارلز بودلير. واحدة من روائعه حول هذا الموضوع كانت قصيدة بعنوان "Parfum Exotique"  (العطر الغريب) والمستوحاة من رائحة محبوبته. القصيدة القصيرة تصف عالماً خيالياً غريباً انتقل إليه بعد أن استنشق رائحتها وعيناه مغمضتان.

2. لوحة "POT POURRI" للرسام هربرت جيمس درابر - 1897

خاض الفنان البريطاني جيمس درابر علاقة حب مع الزهور - وخاصة الورود - حيث نشأ في منزل يطل على سوق الزهور في كوفنت غاردن. استمرت الورود وعطرها في إلهامه وظهرت في العديد من لوحاته مثل "أصيص بوري". تحتفل هذه القطعة الجذابة بالأنوثة وحب درابر للورود بطريقة حساسة للغاية لكنها سرية.

3. رواية "PERFUME" بقلم باتريك ساسكيند - 1985

على الرغم من أن قصة هذه الرواية تتضمن قاتلاً متسلسلاً، إلا أنها تحفة أدبية تلعب فيها حاسة الشم دوراً مركزياً وهاماً للغاية. الأمر الأكثر إثارة للاهتمام في هذه الرواية يتمحور ول كيف لك أن تستكشف بعمق حاسة الشم والطرق التي تؤثر بها بشكل مكثف على عواطفنا - وهو الشيء الذي تم إثباته علمياً، حيث ترتبط مستقبلات حاسة الشم لدينا ارتباطاً مباشراً بالجهاز الحوفي الذي يشكل مركز المشاعر لدينا.

4. فيلم "MEET ME IN SAINT LOUIS" - 1944

يخوض هذا الفيلم الكلاسيكي للمخرج فينسينت مينيلي في موضوع الروائح وعلاقتها بالذاكرة. بعد أن قضت الشخصية الرئيسية جودي وقتاً جميلاً مع الجار توم دريك، أبدى إعجابه بالعطر الذي تضعه، ودار حوار بسيط بينهما حوله، لكن هذا الحوار هو مفتاح التعرف بالروح الكامنة خلف هذه المرأة الرقيقة. هذا الحوار هو ما تحلم به كل امرأة رقيقة المشاعر والحس.

5. فيلم "WHEN HARRY MET SALLY" - 1989

يعد هذا الفيلم واحداً من أفضل أفلام الكوميديا ​​الرومانسية في كل العصور، وكان لهذا الفيلم الرائع "لحظة عطرية" أيضاً. عندما تسرد شخصية بيلي كريستال (أي هاري) كل الأشياء التي يحبها في سالي، قال: "إنني أحب بعد قضاء اليوم معك، أن ما يزال بإمكاني شم عطرك على ملابسي". كم هو رومانسي... أليس ذلك؟

6. فيلم "THE GRAND BUDAPEST HOTEL" - 2013

حتى الكوميديا ​​تحدثت عن شخصيات ملهمة للعطور. كان آخرها في فيلم ويس أندرسون المضحك والمؤثر، حيث لم ينس البواب السيد غوستاف أبداً رش رذاذ كولونيا L'Air de Panache المفضلة لديه، بحيث تتبع هذه الرائحة خطواته طوال الوقت أينما حل وارتحل داخل القاعات الوردية بالفندق المهيب.

7. صورة مارلين مونرو بعدسة إد فينغيرش

اعترفت الممثلة الأمريكية الشهيرة خلال مقابلة لها في عام 1954 بأنها عاشت أحلامها مع... 5 قطرات من عطر "Chanel No. 5". كانت لحظة أيقونية تعرفها كل امرأة الآن إذ أصبح العطر رمزاً للأنوثة.

8. رواية "THE PERFUME COLLECTOR" بقلم كاثلين تيسارو - 2013

تستمر الرائحة في إلهام الكُتاب حتى يومنا هذا. وخير مثال على ذلك هذه الرواية المنشورة عام 2013 لكاثلين تيسارو. تدور أحداث القصة في الخمسينيات من القرن الماضي حول غريس، إحدى الشخصيات الاجتماعية اللندنية في رحلة بعد أن تلقت رسالة من امرأة فرنسية غامضة تترك لها ثروة. من متجر عطور باريسي مهجور إلى لندن والعودة إلى باريس... تكتشف غريس وتقدم لنا عالماً رائعاً من صانعي العطور وإلهامهم وقوة الرائحة والذاكرة.

9. معرض "THE ART OF SCENT 1889–2012" - 2012

أقيم معرض كبير في عام 2012 في متحف الفنون والتصميم بمدينة نيويورك والذي كان مخصصاً فقط للروائح. بدلاً من الفن الذي يمكن رؤيته بالعين، يهدف المعرض إلى تقديم "الرائحة" كوسيلة للإبداع الفني وعرض أعمال 12 صانع عطر. بالإضافة إلى ذلك، مُنح الزائرون فرصة لتجربة هذه "الأعمال الفنية لحاسة الشم" من خلال صالونات تفاعلية.

10. مشروع "SILLAGE" OLFACTORY ARTWORK لبرايان غولتزينليوختر - 2014

كيف تصف رائحة الحي الذي تقطنه؟ هذا هو السؤال الذي طرحه الفنان غولتزينليوختر على سكان لوس أنجلوس عندما بدأ العمل في مشروعه "Sillage" الهادف إلى إيجاد رائحة خاصة بكل حي من الأحياء الـ 21 التي لديها رمز بريدي خاص بها في لوس أنجلوس. بعد الانتهاء من الأسئلة، دعا فنان العطور رواده إلى المعرض حيث كان على كل منهم تسجيل الدخول ورش العطر المخصص لمنطقته. أضاف غولتزينليوختر بُعداً آخر مثيراً للاهتمام للتجربة من خلال إنشاء رائحة "مختلطة" حيث أضيفت قطرة من الرمز البريدي لكل زائر بغية إنشاء رائحة جماعية للمتحف.

نستدل مما سبق على أن العطر فن ملهم يستمد إلهامه مما حلوه ويحوله إلى مصدر إلهام لمستخدميه. الفن رمز للعطاء والإلهام، فتارة يكون هو الإلهام لنا، وتارة أخرى يأخذ منا أفكاره ونكون نحن له إلهاماً.