الشريط الجانبي
اخر المقالات
-
كيف يمكن للعطور أن تحسن من أدائك الرياضي October 17, 2022
-
رحلة عبر الأنواع المختلفة من عطور العائلات October 17, 2022
-
الورد: ملكة العطور الزهرية October 17, 2022
بالومينو، الخيل والعطر
الأصالة والعراقة وجهان لشرفٍ تبحث عن نيله أقوام عدة بذلت في سبيله الغالي والنفيس. وما هذه ولا تلك إلاّ ما يورث كابراً عن كابر، ويُستَكمَلُ جيلاً في أعقاب جيل، وعلى كاهل الأحفاد تقع مسؤولية إحياء مكانة الأجداد والسير على خطاهم وتمثيلهم بأحسن ما يُراد.
خيرُ ما يدل على الأصالة الخيول والجياد، فهي في أنسابها كالبشر، عريقة وأصيلة ومعروفة، وسلالاتها النقية للجودة عنوان، ولا يخطئ دورها سوى الجاهل بتاريخها وغير العارف به.
العطر والخيل ولوتاه
ما العطر إلا زينةٌ تَسابَق الأشراف على التطيّب به والاستئثار بأجود أنواعه لأنفسهم حتى يكون لهم دليلاً على سؤددهم ومكانتهم بين أقرانهم من العرب، ومفخرة لهم في أسفارهم لدى ملوك العالم وأباطرته وأقياله.
ارتبطت الخيل عند العرب بكل رفيع الشأن؛ فهي الرفيق في السفر، والسَّنَد في الهيجاء، والدليل على عظيم مكانة مُقتنيها، وسمو مأرب الساعي لها، وفوق هذا كلِّهِ رَكوبٌ يتنقّل على صهوته أينما شاء وابتغى.
أما لوتاه للعطور، فاسمها دليل على الأصالة التي ميّزت الخيل والعطر معاً. فما كان منها إلا أن خصّصت عطراً لهذه الخيل الجميلة، لتعكس جمال العطر وجمال مستخدميه، ولتمنح المتزيّن به شعوراً بأصالة الخيل وفخامة منظره وجميل مخبَرِه.
الخيل عند العرب
عرفت العرب الخيل وارتبطت بها ارتباطاً قلّما نجده في حضارات أُخَر. فلقد كان الجواد ملازماً للعربي في حلّه وترحاله، وفي حروبه وأسفاره، وتغنّى بجميل صفاته وخصاله في أهم دواوينه وأشعاره.
فوصفه الشاعر الفحل امرؤ القيس وصفاً قيل فيه إنه سابق لعصره كأنما صُوِّر بكاميرا بالعرض البطيء حين قال واصفاً جواداً يركض مسرعاً:
مِكرٍّ مِفرٍّ مُقبلٍ مُدبِرٍ معاً كجلمودِ صخرٍ حطّهُ السّيلُ من عَلِ
فصوّر الشاعر الأمير حركة سيقان الخيل جيئة ورواحاً تصويراً دقيقاً استمر في العرب قروناً كثيرة لا يُباريه وصف ولا يعدُله قول.
وكان أوّلَ ما ينادي عليهِ العربيُ عند الحروبِ جوادَه. فقال الحارث بن عُباد، حكيم العرب وأحد سادات بكر عندما قرر الدخول في حرب البسوس:
قَرِّبا مَربِطَ النَّعامَةِ مِنّي لَقِحَتْ حَربُ وائلٍ عن حِيالِ
والنعامةُ فرسُهُ الشهيرة المنحدرة من أرقى سلالات الخيل العربية الأصيلة. ولقد سُمّيت بالنعامة لشديد الشبه بين ملامح وجهها والنعامة التي عرفتها العرب وأحبّت شكلها ووصفته بالجميل الناعم.
ومن طريف ما يُعرَف عن العرب أنها كانت دائماً ما تُرسلُ شَعر عُرف الحصان إلى الجانب الأيمن من الرقبة، لا الأيسر، وتستقبح جزَّه أو تقصيرَه.
بالومينو
البالومينو ليس سلالة من الخيل، بل فرع من سلالات مختلفة اختُص بلونه الجميل المائل إلى الذهبي والذي ينتشر في أرجاء المعمورة انتشار الماء على سطحها وتضاريسه. فلا يكاد ركن من أركان الكوكب إلاّ ولخيول بالومينو وجود على ظهره. فهي تنتقل في جماعات غاية في الجمال، وهو ما يفسّر سطوة هذا النوع في عالم عروض الخيول.
كما عُرفت هذه الخيول في مرحلة زمنية سابقة باقتصار مُلكيّتها على الملوك والأمراء ومن هم على شاكلتهما فقط. إذ كانت، على سبيل المثال لا الحصر، الخيل المفضّلة لدى الملكة إيزابيلّا الأولى ملكة قشتالة الإسبانية. ويعود الفضل لها ولحملاتها الاستكشافية في نقل هذه الخيول إلى العالم الجديد في القارتين الأمريكيتين.
أما أهم ميزات هذه الخيول فهي تنوع درجات ألوانها وعدم اقتصارها على لون واحد، بل ألوانٍ عدة متفرعة من الذهبي الذي يطغى عليها. وكذلك الأمر في عُرف الفرس وذيله. فتجدهما في ألوان فاتحة تعكس الرقي والأنَفة التي يحياها هذا الحصان.
كما يمكن للخيل الواحدة من البالومينو أن تحظى بأكثر من لون وفقاً لحميتها الغذائية أو حتى وفقاً للفصل من السنة، فلا تكاد تصدّق إنه الخيل ذاته بين فصلي الصيف والشتاء.