حب الهال: النبات والعطور

نواصل استعراضنا للمواد الخام المستخدمة في صناعة العطور، إذ اخترنا في هذه المدونة المرور على حب الهال، أو الهيل أو الحبهان أو حتى قاع القلة، كما يسمى في مشارق أرض العرب، ومغاربها. سوف نذكر هنا كل شيء عن أصله وسبل معالجته وفوائده وكيفية استخدامه في صناعة العطور.

تاريخ الهال

الاسم اللاتيني للهال هو Eletarria Cardamomum، وهو يندرج تحت عائلة الزنجبيل التي تنتمي إليها عائلات نباتية مثل الزنجبيل والكركم والغالنغا. وتعد غابات الهند الموطن الأصلي لهذه العائلة.

ويروى في أثر السلف أن كليوباترا، التي كانت مغرمة جداً بمارك أنتوني، كانت تحرق عطر الهال قبل لقائهما حتى تأسره برائحتها.

يعد حب الهال نباتاً عشبياً قوياً ومعمراً، ومن الممكن أن يتراوح ارتفاعه من مترين إلى 5 أمتار حيث ينمو على ارتفاع متوسط ​​في الغابات الاستوائية المطيرة.

يتمتع هذا النبات بجذور سميكة تنتج أزهاراً بيضاء ذات عروق حمراء. الهال نوع من الفاكهة ذات الكبسولات الجافة. وتحتوي كل كبسولة على 10 إلى 20 بذرة زاويّة سوداء عطرة. تُقطف ثمار الهال يدوياً في الهند في الفترة بين شهري سبتمبر وديسمبر.

كثير من خبراء العطور والمطبخ يُجمع على أن حب الحال ملكة التوابل، إذ يعتبر الفلفل الملك عليها. وقد يعود السبب في تفضيل الفلفل على الهال إلى أن الأخير عندما يُطحن في شكل مسحوق، يفقد رائحته بسرعة كبيرة.

كما يعد الهيل من التوابل المثالية للمطبخ الهندي ويستخدم حب الهال أطباق مثل ماسالا كاري ومشروبات تقليدية كالشاي. وهو من أغلى البهارات بعد الزعفران والفانيلا.

معالجة الهال

من أجل الحصول على زيت الهيل الأساسي، يتم تسطيح البذور ثم تقطيرها بالبخار لمدة 5 ساعات قبل مرحلة التنقية والدرس. ويلي ذلك تقييم الحب المناسب للتصدير. فهو نوع من التوابل باهظة الثمن إلى حد ما، حيث إن إنتاجها يتطلب عمالة كبيرة.

أصل الهال

يعود أصل الهال بشكل أساسي إلى الهند وسريلانكا، ولكنه يُزرع أيضاً في غواتيمالا، وهي أكبر مصدر في العالم لهذه الكبسولات الخضراء الثمينة، وكذلك في تنزانيا وفيتنام وكمبوديا. إنه أخضر في لونه الأساسي، ولكنه عندما يتحول إلى اللون الأصفر ويبدأ في التساقط، فهذا يعني أن وقت حصاده قد حان.

وهناك أنواع مختلفة من الهال: كالأبيض والأخضر والبيج والبني. حيث يختلف اللون وفقاً لتقنية التجفيف. وثمة ألوان أخرى كالأسود أو البني. وهما قريبان من الهال الأخضر، ولكنهما أكبر، وأخشن، مع رائحة أقوى وأكثر تدخيناً، ويستخدما بشكل شائع في المستحضرات المالحة.

رائحة الهال

يستخدم الهال في جميع عائلات حاسة الشم وخاصة في صناعة ماء الكولونيا. كما يتم استخدامه في كل من العطور الرجالية والعطور النسائية، وهو مناسب بشكل خاص للعائلات الخشبية والتشيبر والشرقية.

الهال الغواتيمالي أكثر شيوعاً في صناعة العطور من الهندي، لأنه أنقى وأكثر إشراقاً وبالتالي يحظى بتقدير أكبر من قبل صانعي العطور.

وصف الهال من الناحية الشمية

الهال من الروائح التي لا يختلف على حبها أحد، فهو مصنف على أنه من التوابل الطازجة، ويحوي القليل من الكافور، والتوابل العطرية للغاية التي تتمتع بتأثير الأوكالبتوس وإكليل الجبل، مع لمسة من الفلفل والليمون. لذلك فهو عطري وحار على حد سواء.

يتناسب الهال كثيراً مع الشوكولاتة والقهوة والشاي وجميع التوابل الأخرى. كما أنه يتماشى جيداً مع الحمضيات نظراً لارتفاع جانب الحمضيات فيه، مما يجعله منعشاً جداً.

فضائل الهيل وفوائده

•   يمضغه المصريون لتبييض أسنانهم وإنعاش أنفاسهم

•   يتمتع الهال بخصائص هضمية ومحفزة

•   فعال ضد التهاب الحلق والسعال

•   يهدئ الغثيان وآلام الكلى

•   يستخدم في تعطير بعض السجائر

•   يستخدم في صناعة العطور

•   يستخدم في الطب الهندي القديم

•   يستخدم في القهوة اللبنانية والحلويات الشرقية

•   يستخدم في الدول الاسكندنافية في الكعك والفطائر وخبز الزنجبيل

•   يستخدم في تنكيه الأطباق والأطعمة الهندية

رغم أنه الهال مستخدم بشكل شبه حصري في مأكولاتنا ومشروباتنا، إلا أن استخدامه في عالم العطور لا يقل شأنناً ورفعة عنه في المطبخ. وهو غالٍ وراقٍ وقادر على البروز من بين المكونات الأخرى لما له من خصائص شمّية هائلة.