الشريط الجانبي
اخر المقالات
-
كيف يمكن للعطور أن تحسن من أدائك الرياضي October 17, 2022
-
رحلة عبر الأنواع المختلفة من عطور العائلات October 17, 2022
-
الورد: ملكة العطور الزهرية October 17, 2022
حقائق عن خشب الصندل
هل شممت يوماً الروائح الدافئة القادمة من احتراق عود البخور في معابد الهند…هذا ما يثيره فينا خشب الصندل. يُعد خشب الصندل، المعروف منذ قرابة 4 آلاف عام، أحد أقدم المكونات العطرية المستخدمة حتى اليوم. إذ تتكوّن من لحائه جواهر نفيسة تسعد الأنف منذ سنوات خلت. عطره الدافئ المخملي يثري التركيبات ويضفي إحساساً خشبياً على العطور. دعونا نكتشف هذه العطور وأصولها الممتدة من الهند إلى غابات أستراليا.
.
أصول خشب الصندل
بالإضافة إلى اسمه النباتي العملي، كان خشب الصندل يسمى "خشب الصندل الهندي الشرقي" منذ العصور الاستعمارية. ينتمي خشب الصندل، مثل خشب الأرز، وخشب القرفة، وخشب الورد، إلى فئة الأخشاب العطرية، والمعروفة أيضاً باسم أشجار العطور. إنها شجرة يبلغ ارتفاعها حوالي 10 أمتار وهي ذات أوراق بيضاوية دائمة الخضرة وأزهار صفراء صغيرة عديمة الرائحة بمدرجات ألوان أرجوانية. ولكنها لا أوراقها ولا أزهارها هي ما يجعلها مهيبة للغاية، بل لحاها البني الذي يحمي قلباً أخضر أو أبيض شاحباً برائحة مخملية.
من الطقوس الدينية إلى صناعة العطور
اشتهر خشب الصندل منذ آلاف السنين على يد الفراعنة الذين استخدموه في تحنيط مومياواتهم. كما استخدمه مسلمو الهند خلال مراسم الجنازات حيث اعتادوا وضع مبخرة تحتوي على خشب الصندل عند أقدام الميت للسماح لروحه بالسمو، حسب معتقداتهم. كما استُخدم هذا الخشب الكثيف والصلب أيضاً في بناء المعابد في التبت ونيبال والصين. أما قارة أوروبا، فقد عرفته في مرحلة لاحقة عبر العرب الذين استخدموه في قرطبة في إسبانيا.
موطن خشب الصندل
هذا الخشب المقدس موطنه آسيا، وتحديداً الهند وإندونيسيا. يوجد في جنوب الهند، في ولاية كارناتاكا، أحد أشهر أصنافها وأكثرها طلباً: خشب صندل ميسور. هذه المدينة الهندية محاطة بخشب الصندل وغابات خشب الورد، وهي حلم جميع صناع العطور. لقد عانى خشب صندل ميسور، ذو القيمة العالية، لفترة طويلة من الاستغلال المفرط، مما جعل زراعته الآن تتم تحت رعاية الحكومة الهندية. يُزرع خشب الصندل أيضاً في بلدان أخرى، بما في ذلك أستراليا وكاليدونيا الجديدة، في أرخبيل فانواتو. في أستراليا، يُزرع خشب الصندل الشهير على نطاق واسع للتعويض عن ندرة خشب الصندل في الهند. وتنتج أستراليا أيضاً مجموعة متنوعة أخرى من خشب الصندل، وهي ذات صمغ ودخان أكثر.
من الشجرة إلى الزيت العطري
كلما نمت الشجرة، تطورت رائحة الخشب. عليك الانتظار حتى تصل الشجرة إلى مرحلة النضج، ما بين 25 و30 عاماً، لتكوين جوهرها المنشود. وهنا تقطع الشجرة وتٌقتلع، لتتحول إلى رقائق قبل تقطيرها. في الماضي كانت تُقطع الأشجار ثم تُقطع الأغصان والجذور. ثم تترك جذوعها على الأرض ليأكلها النمل الأبيض. أما اليوم، في مواجهة ندرة خشب الصندل، تستخدم جميع أجزاء الشجرة، دون ترك فتات للحشرات! يتحول كل ما في الشجرة إلى مسحوق ثم يُجفف ليتم تقطيره. تتيح هذه العملية إنتاج جوهر ثمين تعتمد جودته على عمر الشجرة.
خشب الصندل من أغلى المواد الخام العطرية. غالباً ما يشار إلى جوهره باسم "الذهب السائل" وقد يكون سعره باهظاً للغاية. للحصول على 45 لتراً من الزيت العطري، نحتاج إلى حوالي طن واحد من الخشب.