المدونة

منذ ابتدع قدماء الفراعنة العطر لكي يُستخدم في الصلوات والمراسم الدينية، لم يتوقف العالم عن الابتكار وإيجاد شتى الطرق والوسائل التي تزيد من جمال الروائح وتنوعها، لا بل وجعلها من أهم مميزات الطبقة الراقية والدالة عليها. ومع مرور الوقت، بدأت كل حضارة أو ثقافة تتميز بعطور معينة باتت تُعرف بها، فالغرب يميل إلى العطور الوردية، والشرق يفضّل البخور ومنتجاته، ومن ثم بدأ التخصص يزيد...

الأصالة والعراقة وجهان لشرفٍ تبحث عن نيله أقوام عدة بذلت في سبيله الغالي والنفيس. وما هذه ولا تلك إلاّ ما يورث كابراً عن كابر، ويُستَكمَلُ جيلاً في أعقاب جيل، وعلى كاهل الأحفاد تقع مسؤولية إحياء مكانة الأجداد والسير على خطاهم وتمثيلهم بأحسن ما يُراد. خيرُ ما يدل على الأصالة الخيول والجياد، فهي في أنسابها كالبشر، عريقة وأصيلة ومعروفة، وسلالاتها النقية للجودة عنوان، ولا يخطئ...

العطر العطر هو السحر الحلال، فهو الذي ينقلك بشذاه من حال إلى غير حال، ويرفعك بعبقه من باطن الأرض إلى قمم الجبال، ويحقق بزكيّ رائحته المستحيل ويلغي كل محال، ويضع برونقه روحك في عالم ملؤه النعيم والحب والخيال. لعل أشهر ما في تراث منطقتنا لَلطِّيب؛ ذاك الذي يأتي على هيئة عطر ودهن العود والعود والبخور. فلا يكاد بيت عربي يخلو منه ولا من أثره....

ألِفَت العرب الطِّيب وأحب أهلها التطيّب وأنزلوه منهم منزلاً مقرباً لما فيه من ريحٍ طيبة تبعث في النفس الراحة والمسرّة وتُشعِر صاحبها بالفخار الذي كانت العرب تعتز به وتسعى له وتُباهي به الدنيا بما رَحُبَت. وما أثمن من المسك ليكون رمزاً لعلية القوم وشرفائهم ووجهائهم، فتجد المسك علامة على رفعة شأن المتطيّب به ودليلاً على المحبة والمودة عند إهدائه. كما ذكر القرآن الكريم المسك...