إبان العصر الفيكتوري القديم، كانت باقة الزهور الرائعة تعني أكثر بكثير مما هي عليه اليوم. كانت لكل زهرة قصتها الخاصة التي ترويها بنفسها. ومع وجود رمزية في كل بتلة، توضع كل زهرة بترتيب محدد في الباقة من أجل إيصال هذه الكليات التي تعبر عنها الأزهار. أما الآن، فبات بالإمكان مشاركة هذه المشاعر بطريقة أكثر وضوحاً من خلال العطر، حيث يمكن أن تحتوي قطرة واحدة من العطر الثمين على ما يصل إلى 170 رأس زهرة تُغرِق المستلم بالمعنى الكامن وراء كل زهرة.
كانت الزهور تُستخدم في العصر الفيكتوري لإيصال الرسائل التي لا يمكن نطقها بصوت عالٍ. كانت الأزهار تسمح بإلقاء الأسئلة وتبيان المشاعر دون أن ينبس مقدمها ببنت شفة في تلك الحقبة التي كانت فيها العواطف والتعبير عنها مكروهاً. يمكن استخدام الزهور للإجابة على أسئلة "نعم" أو "لا". جاءت الإجابة بـ "نعم" على شكل أزهار تٌقدّم باليد اليمنى؛ أما اليد اليسرى، فكانت إجابة بـ "لا".
من خلال الجمع بين الزهور والأعشاب المختلفة في باقة واحدة، يمكنك نقل العديد من المشاعر المختلفة، فكل زهرة جديدة تضيف عمقاً إضافياً للرسالة. يمكن نقل كل شيء بدءً من "أفتقدك" إلى "أحبك" أو حتى "توخي الحذر" من خلال تنسيق أزهار ذكي.
زهر البرتقال
زهر البرتقال رمز للحب النقي الحقيقي. أصبحت هذه الزهرة اللطيفة برائحتها الرقيقة المميزة عطر الملكة فيكتوريا. كما يُطلق على زهر البرتقال اسم نيرولي نسبة إلى أميرة رومانية، وكان زهر البرتقال الرقيق يستخدم كذلك لصنع التيجان للعرائس الشابات. عُرفت النبتة اللذيذة وحظيت بالتقدير لعدة قرون، ووصلت في البداية إلى صقلية قبل أن تنتقل بين دول حوض البحر الأبيض المتوسط بأكمله.
زهر التفاح
كرمز للتفضيل، كانت هدية زهرة التفاح طريقة بسيطة لقول "أنا معجب بك"؛ مع وجود زهور وأعشاب أخرى تحيط بها لإضفاء معنى ومشاعر أعمق من أغصانها غير المناسبة للباقات.
الورد
ملك الأزهار والورود بألوان وأنواع مختلفة له معانٍ مختلفة. اللون الوردي هو رمز للسعادة، مثل الورد الدمشقي. في حين أن الورود البيضاء تمثل النقاء والبراءة والولاء. مما يجعلها النوع المثالي من الزهور لتزين حفل زفاف. الورود أيضاً رمز للصداقة وللملائكة، لذلك كان من الممكن استخدامها في باقات للأمهات الجدد والأصدقاء.
أزهار الياسمين
ترمز بعض الأصناف الصفراء من أزهار الياسمين إلى النعمة والأناقة، أما في الهند، فهي دليل على الفرح والسعادة. بأزهارها البيضاء التي يمكن أن تخلق روائح كريمية أو نغمات قوية أو حتى نمطاً أخضر منعشاً اعتماداً على المزيج، يعد الياسمين متعدد الاستخدامات في صناعة العطور كما هو الحال في لغة الزهور.
مسك الروم
كرمز للحب والسرور مجتمعين لم تكن الرائحة الجذابة والمغرية لمسك الروم معروفة إلا للقليل خلال حقبة إنجلترا الفيكتورية. يعد مسك الروم، الذي يُعرف باسم "عطر الليل" نظراً لرائحته المسكرة، الرمز الأقوى للحب والرفاهية.
زهرة السوسن
السوسن عبارة عن زهرة جميلة ذات ألوان نابضة بالحياة. ترمز هذه الزهرة الأنيقة إلى الحكمة والثقة والأمل، وتجسد النوايا النبيلة والفضيلة. تخلق هذه الزهرة روائح ناعمة وطرية في العطور من زبدة السوسن الغنية، والتي تنتج من خلال واحدة من أصعب عمليات الاستخراج في صناعة العطور.
زهرة الماغنوليا
يبدو أن معنى النبل والكرامة هو الأنسب لزهرة الماغنوليا المهيبة، التي تُنبئ بحلول الربيع. مع هذه البتلات الرقيقة الناعمة وجوهر النبلاء، ليس من المستغرب أن تجدها في أهم العطور العالمية.
روك روز
اشتهر نبات شجيرة البحر الأبيض المتوسط في الحدائق الإنجليزية منذ عهد الملكة آن. تمثل هذه الزهرة الرقيقة الإحسان والقوة الشعبية، وهي مكون بطل مناسب في بعض عطورنا المفضلة.
ربما افتقدت الأزهار والورود قدرتها على النطق كما كانت في الأزمان السابقة، لكن المؤكد أن عطرها ما يزال يفوح بنفس المعاني والكلمات الحقيقية والصادقة. الفرق الوحيد هو أن علينا الآن أن نستمع إليها بإنصات يعيننا على فهمها وتلقّي رسالتها إلينا.
يتم تعيين إعدادات ملفات تعريف الارتباط على موقع الويب هذا على "السماح لجميع ملفات تعريف الارتباط" بمنحك أفضل تجربة. الرجاء النقر فوق قبول ملفات تعريف الارتباط لمواصلة استخدام الموقع.