عطور الكمأة السوداء - رائحة الرفاهية المطلقة

ربما تفكر عندما تسمع مصطلح "زيت الكمأة الأسود"، في الطعام على الفور. صحيح أن الكمأة كانت طعاماً شهياً لعدة قرون، ولكن صدق أو لا تصدق، إنها رائعة أيضاً في العطور.

في الواقع، يعد مستخلص الكمأة السوداء أحد أكثر المكونات المرغوبة والحصرية في العالم. فيما يلي بعض الحقائق حول هذا الموضوع.

ما هو عطر الكمأة السوداء؟

لطالما رأى الأثرياء والمشاهير الكمأة كمادة هامة وذات جودة عالية، حتى قبل آلاف السنين. في العصور القديمة، اعتقد الفيلسوف والمؤرخ اليوناني بلوتارخ أنها نشأت عن طريق البرق، بينما اعتقد الشاعر الروماني جوفينال أنها كانت مزيجاً من الرعد والمطر. من شبه الأكيد أن ارتباط الكمأة بالمطر وما ينتج عنه من نتائج على الأرض دليل على رفعة شأنها في تلك الحضارات والثقافات.

بصرف النظر عن أصلها، يتفق معظم الناس على أنها طعام شهي ولذيذ. تأتي الكمأة من منطقة بيريجورد في فرنسا. يمكن العثور عليها عادة بالقرب من أشجار البلوط أو الكرز أو البندق، ويتم حصادها في أواخر الخريف.

كثيراً ما يعلق الناس على الرائحة القوية والغنية لزيت الكمأة السوداء. على سبيل المثال، اعتاد اللورد بايرون، رائد الشعر الرومانسي في إنجلترا، على الاحتفاظ بكمأة كاملة على مكتبه، حيث ادعى أن رائحتها أعطته إلهاماً أدبياً! لذا، فمن غير المستغرب أن تبدأ دور العطور في استكشاف طرق لمزج هذه الرائحة في منتجاتها.

أفضل عطور الكمأة السوداء

لا توجد العديد من العطور التي تتميز بزيت الكمأة السوداء. وقد يعود السبب في هذا إلى حد كبير إلى أنه مكون حصري. يمكن أن يكون عطر  Black Orchid هو الأشهر بين هذه العطور القليلة، لكنه ليس الوحيد.

كما يمكن اعتبار عطور من أمثال "Valentina Valentino" و"Dolce Passione Pantheon Roma" وكذلك "Chiromancy Sixteen92" من أهم الأمثلة على العطور التي تستخدم الكمأة السوداء في مكوناتها.

إذا كنت تبحث عما يلي، فإن رائحة الكمأة تناسبك بالتأكيد:

•   الثراء والتعقيد

•   عطر أعمق وأكثر تقريباً

•   شيء أكثر ترابياً وأقل أثيرياً

•   عطر جذاب ومثير، دون المبالغة فيه

ومع ذلك، كن حذراً، فكافة عطور الكمأة السوداء ربما لا تكون الأنسب لمكان العمل لأنها قوية جداً بحيث يمكن لها أن تخلط الأجواء وتجعلك تعتقد أن الحفلة قد بدأت.

موسم البحث عن الكمأ

خلال موسم قطف الكمأة، ينطلق الصيادون سيراً على الأقدام مع الكلاب التي تبحث عن هذه المحاصيل تحت الأرض. على الرغم من أن الخنازير البرية هي الأبرع في مهمة العثور على الكمأة، إلا أنها لم تعد مستخدمة، لأن الباحثين عنها يقولون إن من الصعب نقل خنزير ثقيل الوزن، معك في جميع أنحاء الريف. بالإضافة إلى أن هذه الخنازير تصبح عدوانية عندما لا تسمح لها بأكل الكمأ.

لطالما اشتبه الباحثون في أن الخنازير تعثر على الكمأ عن طريق شم جزيء في باقة الكمأة، والذي يصادف أيضاً أنه فرمون جنس الخنازير. لكن علماء الكمأة وجدوا أن الخنازير والكلاب تنجذب بدلاً من ذلك إلى ثنائي ميثيل الكبريتيد، وهو نفس المركب المستخدم عادةً لتقليد الكمأ الأسود في منتجات الكمأة 

بمساعدة جينوم الكمأة السوداء، بدأ الباحثون في تحديد سبب إنتاج الفطريات لمثل هذه الروائح. يعد جذب الكائنات لاستخراج الفطريات وتوزيعها أحد أسباب إنتاج الرائحة القوية. لكن العلماء اكتشفوا أيضاً أدلة على أن هذه الجزيئات الغازية تساعد الفطريات في إقناع جذور النباتات بالسماح لها بالتعايش في المساحات الجوفية.

قليلة هي استخدامات الكمأة في العطور، لكن الأكيد أنها تضفي نوعاً من الهيمنة على العطر الذي تمتزج بمكوناته. وقد يعود هذا لرمزيته منذ القدم بين الحضارات الأوروبية المتعاقبة.